وقطعت يد أخيه الآخر ، ووصل بعد الفل الى دمشق ، فسرت نفوس الناس بمصابه وتحكم السيوف في أتباعه وأصحابه ، وأملوا مع هذه الحادثة سرعة هلاكه وذهابه.
وفي هذه السنة توفي أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن عثمان بن الوليد بن الحكم بن سليمان بن أبي الحديد السّلمي ، رحمهالله.
سنة سبعين وأربعمائة
فيها وردت الأخبار بوصول السلطان تاج الدولة أبي سعيد تتش بن السلطان العادل ألب أرسلان أخي السلطان ملك شاه أبي الفتح ، إلى الشام ، واجتماع العرب من بني كلاب إليه ، ووصول شرف الدولة مسلم بن قريش إليه من عند أخيه السلطان العادل ملك شاه لمعونته على افتتاح الشام بأمره له في ذلك (١).
وفيها توفي أبو نصر الحسين بن محمد (٦٣ و) بن أحمد بن طلاب الخطيب رحمهالله.
__________________
غزة وقتل كل من فيها فلم يدع بها عينا تطرف ، وجاء إلى العريش فأقام فيه ، وبعث سرّية فنهبت الريف وعادت ، ثم مضى إلى يافا فحصرها ، وكان بها رزين الدولة فهرب هو ومن كان فيها إلى صور فهدم أتسز سورها ، وجاء كتابه إلى بغداد بأنه على نية العود إلى مصر وأنه يجمع العساكر ، ثم عاد إلى دمشق».
(١) حدث انشقاق في أوساط قبيلة كلاب قاد إلى صراعات مع سابق بن محمود بن نصر أمير حلب ، وأدى إلى ذهاب بعض زعماء القبيلة إلى السلطان ملكشاه «فشكوا حالهم ، وسألوا منه أن يعينهم على سابق ، فوعدهم ، وأقطعهم في الشام ، وأقطع الشام أخاه تتش» وقام تتش بمحاصرة حلب ، والتحق به وهو على حلب مسلم بن قريش العقيلي أمير الموصل ، وتظاهر بمساعدته ، وعمل ضمنا على رأب الصدع بين المتصارعين من كلاب وتوحيد كلمة القوى العربية ضد التركمان ، ونجحت مساعية ، مما أجبر تتش على رفع الحصار عن حلب ، والتوجه بأنظاره نحو دمشق .... انظر كتابي مدخل إلى تاريخ الحروب الصليبية : ١٦٨ ـ ١٧٥.