سنة خمس وخمسين وأربعمائة
وفيها ولاية أمير الجيوش بدر لدمشق
وصل الأمير تاج الأمراء المظفر ، مقدم الجيوش شرف الملك ، عدة الامام ، ثقة الدولة ، بدر إلى دمشق واليا عليها في يوم الأربعاء الثالث والعشرين من شهر ربيع الآخر من السنة ، ونزل بأرض المزة ، ومعه الشريف القاضي ثقة الدولة ذو الجلالين أبو الحسن يحيى بن زيد الحسني الزيدي ناظرا في الأعمال ونفقات الأموال ، وأقام بها مدة مدبرا لها وآمرا وناهيا فيها ، ثم حدث من أمره بها والخلف الجاري بينه وبين عسكريتها ورعيتها ، ووقعت بينهما محاربات عرف معها عجزه عن المقام بينهم ، والثبات معهم (٥٧ ظ) وخاف على نفسه منهم ، فسار عنها كالهارب منها في ليلة الثلاثاء لاربع عشرة ليلة خلت من رجب سنة ست وخمسين (١).
وفي هذه السنة نزل الأمير محمود بن شبل الدولة بن صالح على حلب ، وحصر عمه عطية فيها ، في النصف من شعبان ، وقتل منيع بن كامل بحجر المنجنيق ، ولم يتمكن من غرضه فيها ، ولا تسهل له أرب منها فرحل عنها.
__________________
(١) انظر ترجمته في ملاحق كتابي مدخل إلى تاريخ الحروب الصليبية : ٢٩٨.