ولاية القائد تميم بن اسماعيل المغربي
الملقب بفحل لدمشق في سنة تسعين وثلاثمائة
لما هلك جيش بن محمد بن الصمصامة على ما تقدم الشرح فيه ، عقيب إغراقه في الظلم وإيغاله في سفك الدماء والجور ، وكان هلاكه في يوم الأحد لتسع خلون من شهر ربيع الآخر سنة تسعين وثلاثمائة وكانت مدة ولايته التي هلك فيها على ما صح في هذه الرواية دون ما تقدم ذكره ستة عشر شهرا وستة عشر يوما ، وانتهى الخبر إلى مصر بذاك ، وقع الارتياد لمن يختار لولايتها بعد المذكور ، فوقع الاختيار على القائد تميم بن اسماعيل المغربي الملقب بفحل ، فوصل إليها وأقام بها وأمر ونهى وبقي شهورا من سنة تسعين وثلاثمائة وعرضت له علّة هلك بها ومضى لحال سبيله ، فلما انتهى خبر وفاته إلى مصر وقع الاعتماد في ولايتها على القائد علي بن جعفر بن فلاح وقد كان وليها دفعة أولى.
شرح ذلك
وصل القائد علي بن جعفر بن فلاح الى دمشق واليا عليها دفعة ثانية ، فنزل عليها في يوم السبت لليلتين بقيتا من شوال سنة تسعين وثلاثمائة وأقام مدة يتولى أمرها ويدبر أحوالها على عادة الولاة ، إلا أنه لم يبسط يده في مال ولا تعرض لشيء من استغلال ، ثم اقتضت الآراء بمصر أن يصرف عنها ويبدل بغيره في ولايتها.