سنة إحدى عشرة وخمسمائة
في هذه السنة توفي السلار بختيار شحنة دمشق ، ونائب ظهير الدين في تولي أمر البلد ، وسياسة الرعية ، بعلل اختلفت عليه ، وطالت به إلى أن قضى نحبه رحمهالله في ليلة النصف من شعبان منها ، فأحزن ظهير الدين فقده ، وأهمه المصاب به ، وتأسف أكثر الناس عليه ، لأنه كان عفيفا في أفعاله غير معترض لخمر ، غني الحال والنفس ، معينا لمن يقصده في دفع مظلمة ، وانقاذ من شدة جميل المناب فيما يعود بصلاح الرعية ، والبعث على العمل بالعدل والسوية ، وأقيم ولده السلّار عمر في منصبه ، فاقتفى آثاره في أشغاله ، وحذا مثاله في أعماله.
وفيها وردت الأخبار من ناحية العراق ، بوفاة السلطان غياث الدنيا والدين محمد بن ملك شاه بأصفهان ، رحمهالله ، بعلة حدثت به ، وطال مقامها عليه ، إلى أن توفي في الحادي عشر من ذي الحجة منها ، وقام مقامه في السلطنة ولده محمود ، واستقام له الأمر ، واستقرت على صلاح الحال.
وفيها وردت الأخبار من ناحية حلب ، بأن الاصفهسلار يا رقتاش الخادم ، متولي اصفهسلارية حلب ، هادن الافرنج ووادعهم ، وسلم إليهم حصن القبة (١).
وقيل إن الأمير آق سنقر البرسقي ، خرج من الرحبة في عسكره ، وقصد حلب ، ونزل عليها طامعا في تملكها ، فلم يتسهل له ما أمل ورحل (١٠٩ ظ) عنها عائدا الى الموصل.
وورد الخبر أيضا بأن الاصفهسلار يا رقتاش المقدم ذكره أخرج من قلعة
__________________
(١) لم أجد له ذكرا في المصادر الجغرافية ، وذكره ابن العديم في زبدة الحلب : ٢ / ١١٠ ، ١٧٩ ، إنما ليس في نصه ما يساعد على تحديد موقع هذا الحصن.