سنة أربع عشرة وخمسمائة
(١١١ ظ) فيها ورد الخبر من ناحية حلب بأن الأمير نجم الدين إيل غازي بن أرتق ، رفع المكوس عن أهل حلب والمؤن والكلف ، وأبطل ما جدده الظلمة من الجور والرسوم المكروهة ، وقوبل ذلك منه بالشكر والثناء ، والاعتداد والدعاء ، وحكي عن ماردين أنها وقع عليها برد عظيم لم تجر بمثله عادة ، ولا بصر أكثر منها ماء أهلك المواشي وأتلف أكثر النبات والشجر.
وفيها هدم نجم الدين زردنا (١) ، وفيها كسر الأمير بلك بن أرتق عفراس الرومي ، وقتل من الروم تقدير خمسة آلاف على قلعة سريان من بلد أندكان ، وأسر مقدمهم عفراس.
وفيها ورد الخبر بأن السلطان محمود كسر عسكر أخيه مسعود ، بباب همذان ، تحت الزعفراني.
وفيها وردت الأخبار بوصول الكند (٢) ، هو ملك الأفرنج ، في المراكب البحرية ، وملك أكثر المعاقل.
وفيها وقعت المهادنة بين نجم الدين ايل غازي بن أرتق صاحب حلب ، وبين الأفرنج ، وتقررت الموادعة والمسالمة ، وكف كل جهة من الفريقين الأذية عن الآخر.
__________________
(١) في معجم البلدان : زردنا : بلدة من نواحي حلب الغربية.
(٢) كذا في الأصل ولم أجد بين المصادر من أتى على ذكر مجيء أسطول بحري يقوده «كونت» ما ، أو حتى قيام بلدوين الثاني أو سواه من قادة الفرنجة بالشام ، بعمل بحري كل ما هنالك أن وليم الصوري تحدث عن قدوم اسطول البندقية على رأسه «الدوج دومنجو ميشيلي» الى ساحل يافا في سنة ٥١٧ ه / ١١٢٣ م أي بعد ثلاث سنوات ، وكان بلدوين الثاني أسيرا آنذاك لدى الأمير الأرتقي بلك ، وسيذكر ابن القلانسي هذا كله.