ولاية بكجور لدمشق
والسبب في ذلك في سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة (١)
كان من ابتداء أمر بكجور ما ذكر أنه كان غلاما مملوكا لقرغويه أحد غلمان سيف الدولة (٢١ ظ) ابن حمدان صاحب حلب ، وكان قرغويه قد غلب على أمر حلب بعد وفاة سيف الدولة ، ومنع ولده سعد الدولة أبا المعالي منها ، ودفعه عنها ، فسار أبو المعالي إلى حماة ورفنية (٢) وكان ينزل مهما (٣) في عسكره ، وكانت الروم قد خربت حمصا وأعمالها ونزل رقتاش التركي غلام سيف الدولة من حصن برزويه (٤) فلقي مولاه أبا المعالي ، وسار معه ، ونزل على حمص وشرع في عمارتها ولمّ شعثها لأن الروم لما ملكتها أفسدت أعمالها في النوبة الأولى عند خروجهم في سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة على غفلة من أهلها وغرة ممن بها واجتهد رقتاش في عمارتها وتحصينها وأبو المعالي يقوي أمره بها ويشد شوكته فيها ، وكان قرغويه قد استناب بكجور في حلب ، فلما قوي أمره قبض على مولاه وحبسه في قلعة حلب وملك البلد وأقام تقدير ست سنين (٥) ، وكوتب أبو المعالي من حلب وأطمع في
__________________
(١) في الأصل «اثنتين وسبعين» وهو خطأ يخالف ما سبق ويعارض روايات بقية المصادر لهذا اقتضى التقويم ، انظر زبدة الحلب من تاريخ حلب لابن العديم ط دمشق ١٩٥١ : ١ / ١٧٧ ـ ١٧٨. اتعاظ الحنفا : ١ / ٢٥٨ ـ ٢٥٩. تهذيب تاريخ دمشق لابن عساكر ط. بيروت : ٣ / ٢٨٧ ـ ٢٨٨.
(٢) كانت عبارة عن بليدة صغيرة ذات قلعة صغيرة غربي حماه ، على مرحلة منها ، اندثرت وقام مقامها بارين أو بعرين ـ تقويم البلدان لأبي الفداء. ط باريس ١٨٤٠ : ٢٥٨ ـ ٢٥٩.
(٣) كذا في الأصل ولعلها تصحيف «بهما».
(٤) قلعة صغيرة مستطيلة لها منعة في ذيل الجبل ، وهي عن أفامية في جهة الشمال والغرب على نحو مرحلة ـ تقويم البلدان : ٢٦٠ ـ ٢٦١.
(٥) تفاصيل هذا كله عند ابن العديم في زبدة الحلب : ١ / ١٥٧ ـ ١٧٠.