البلد ، ولم يشعر به أحد لكون الناس في أعقاب نومهم ، فلما تبلج الصباح ، وعرف خبره ، علت الجلبة والصياح ، ونفر الناس ، واجتمعوا إلى الأسوار ، وفتح الباب ، وخرجت الخيل والرجالة ، وكان قد فرق عسكره الى حوران والغوطة والمرج وسائر الأطراف للغارة ، ووقف هو في خواصه بإزاء عسكر دمشق ، بحيث لا يمكن أحدا من أصحابه في اتباع أحد من خيله المغيرة ، ونشبت الحرب بينه وبين عسكر دمشق ، وخرج من الفريقين جملة وافرة ، وأحجم عنهم لاشتغاله بمن بثه من سراياه في الغارات ، وحصل في أيديهم من خيول الجشار والأغنام والأحمال والأبقار والأثاث ما لا يحصى كثرة لأنهم جاؤوا على غفلة ، وغرة ، ونزل من يومه بمرج راهط ، إلى أن اجتمعت الرجال والغنائم ، وسار عائدا على الطريق الشمالية بالغنائم الدثرة المتناهية في الكثرة.
ووردت الأخبار من ناحية بغداد بعزل الوزير شرف الدين علي بن طراد الزينبي ، عن وزارة الامام المقتفي بأمر الله ، وتقليدها الوزير نظام الدين بن جهير.
سنة خمس وثلاثين وخمسمائة
في شهر رمضان منها ورد الخبر بظهور عسكرية عسقلان ، على خيل الأفرنج الغائرين عليها ، وقتل جماعة منهم وعودهم مفلولين خاسرين.
وفيها ورد الخبر ناحية الشمال بتملك الباطنية حصن مصياث بحيلة دبرت عليه ، ومكيدة نصبت له.