وبركاته ، حي على الصلاة حيّ على الفلاح ، الصلاة يا خليفة رسول الله. فلما استخلف عمر رضياللهعنه كان سعد يقف على بابه فيقول : السلام عليك يا خليفة خليفة رسول الله ورحمة الله ، حيّ على الصلاة حيّ على الفلاح ، الصلاة يا خليفة خليفة رسول الله. فلما قال عمر رضياللهعنه للناس : أنتم المؤمنين وأنا أميركم. فدعي أمير المؤمنين ، استطالة لقول القائل يا خليفة خليفة رسول الله ، ولمن بعده خليفة خليفة رسول الله. كان المؤذن يقول : السلام عليك أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ، حيّ على الصلاة حيّ على الفلاح ، الصلاة يا أمير المؤمنين. ثم إن عمر رضياللهعنه أمر المؤذن فزاد فيها رحمك الله. ويقال أنّ عثمان رضياللهعنه زادها ، وما زال المؤذنون إذا أذنوا سلموا على الخلفاء وأمراء الأعمال ، ثم يقيمون الصلاة بعد السلام ، فيخرج الخليفة أو الأمير فيصلي بالناس. هكذا كان العمل مدّة أيام بني أمية ، ثم مدّة خلافة بني العباس أيام كانت الخلفاء وأمراء الأعمال تصلي بالناس.
فلما استولى العجم وترك خلفاء بني العباس الصلاة بالناس ، ترك ذلك كما ترك غيره من سنن الإسلام ، ولم يكن أحد من الخلفاء الفاطميين يصلي بالناس الصلوات الخمس في كل يوم ، فسلم المؤذنون في أيامهم على الخليفة بعد الأذان للفجر فوق المنارات ، فلمّا انقضت أيامهم وغير السلطان صلاح الدين رسومهم لم يتجاسر المؤذنون على السلام عليه احتراما للخليفة العباسيّ ببغداد ، فجعلوا عوض السلام على الخليفة السلام على رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، واستمرّ ذلك قبل الأذان للفجر في كلّ ليلة بمصر والشام والحجاز ، وزيد فيه بأمر المحتسب صلاح الدين عبد الله البرلسيّ ، الصلاة والسلام عليك يا رسول الله ، وكان ذلك بعد سنة ستين وسبعمائة ، فاستمرّ ذلك.
ولمّا تغلب أبو عليّ بن كتيفات بن الأفضل شاهنشاه بن أمير الجيوش بدر الجماليّ على رتبة الوزارة في أيام الحافظ لدين الله أبي الميمون عبد المجيد بن الأمير أبي القاسم محمد بن المستنصر بالله ، في سادس عشر ذي القعدة سنة أربع وعشرين وخمسمائة ، وسجن الحافظ وقيده واستولى على سائر ما في القصر من الأموال والذخائر ، وحملها إلى دار الوزارة ، وكان إماميا متشدّدا في ذلك ، خالف ما عليه الدولة من مذهب الإسماعيلية ، وأظهر الدعاء للإمام المنتظر ، وأزال من الأذان حيّ على خير العمل ، وقولهم محمد وعليّ خير البشر ، وأسقط ذكر إسماعيل بن جعفر الذي تنتسب إليه الإسماعيلية ، فلما قتل في سادس عشر المحرّم سنة ست وعشرين وخمسمائة ، عاد الأمر إلى الخليفة الحافظ وأعيد إلى الأذان ما كان أسقط منه.
وأوّل من قال في الأذان بالليل محمد وعليّ خير البشر ، الحسين المعروف بأمير كابن شكنبه ، ويقال أشكنبه ، وهو اسم أعجميّ معناه الكرش ، وهو عليّ بن محمد بن عليّ بن