هو ، ولكنه فاء إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» قبله.
ثم إننا لا نستطيع أن نوافق أبا بكر على هذه الروح القبلية التي كانت تستبد به ، وتهيمن على فكره وعقله وروحه ، حتى في هذه اللحظات الحرجة والخطيرة ، حيث يتمنى أن يكون رجلا من قومه!!.
٣ ـ قال الأمير أسامة بن منقذ : لما دون عمر الدواوين ، جاء طلحة بنفر من بني تميم يستفرض لهم. وجاء أنصاري بغلام مصفر سقيم ، فسأل عنه عمر ؛ فأخبر أنه البراء بن أنس بن النضر ، ففرض له في أربعة آلاف ، وفرض لأصحاب طلحة في ستمائة ؛ فاعترض طلحة.
فأجابه عمر : «إني رأيت أبا هذا جاء يوم أحد ، وأنا وأبو بكر قد تحدثنا : أن رسول الله قتل ؛ فقال : يا أبا بكر ، ويا عمر ، ما لي أراكما جالسين؟!
إن كان رسول الله قتل ؛ فإن الله حي لا يموت الخ ..» (١).
٤ ـ قال زيد بن وهب لابن مسعود : وأين كان أبو بكر وعمر؟
قال : كانا ممن تنحى (٢).
٥ ـ قال المظفر رحمه الله ما معناه : إنه كيف يتصور ثبات أبي بكر في ذلك اليوم الهائل ، وحومة الحرب الطاحنة التي لم يسلم فيها حتى النبي «صلى الله عليه وآله» ، فضلا عن علي «عليه السلام» كيف يتصور ثباته في ظروف كهذه ، وما أصاب وما أصيب ، وكيف يسلم ، وهو قد ثبت ليدفع عن النبي «صلى الله عليه وآله» السيوف ، والرماح والحجارة؟
__________________
(١) لباب الآداب ص ١٧٩ ، وليراجع : حياة محمد لهيكل ص ٢٦٥.
(٢) الإرشاد للشيخ المفيد ص ٥٠ ، والبحار ج ٢٠ ص ٨٤ عنه.