٣ ـ وأصيبت عين قتادة بن النعمان ، حتى وقعت على وجنته ، فردها رسول الله «صلى الله عليه وآله» بيده ، فكانت أحسن عينيه ، وأحدّهما.
ويقال : إنه هو الذي طلب ذلك من النبي «صلى الله عليه وآله» ؛ لأنه رجل يحب النساء ، ويخاف أن تعافه امرأته إذا رأته كذلك.
وقد افتخر بذلك ابن لقتادة ، عند عمر بن عبد العزيز ، فقال عمر : بمثل هذا فليتوسل إلينا المتوسلون ، ثم قال :
تلك المكارم لا قعبان من لبن |
|
شيبا بماء ، فعادا بعد أبوالا |
ويقال : إن كلثوم بن الحصين رمي في نحره بسهم ؛ فبصق عليه «صلى الله عليه وآله» فبرئ.
وفي رواية أخرى : إن عين أبي ذر أصيبت يوم أحد ؛ فبصق فيها النبي «صلى الله عليه وآله» ؛ فكانت أصح عينيه (١).
٤ ـ وقتل الحارث بن سويد المجدر بن زياد غيلة في أحد ؛ لثأر جاهلي له عليه ، وكلاهما كان في جيش المسلمين ؛ فنزل الوحي على الرسول ، وأخبره حبيب بن يساف ؛ لأنه كان قد رآه قتله ، بخبره ؛ فقتله «صلى الله عليه وآله» به بعد رجوعه إلى المدينة ، ولم يستمع لطلبه بالعفو ، ووعده بالتكفير والدية ، كذا يقولون.
٥ ـ وقتل سعد بن الربيع. وكان آخر ما قاله في وصية مطولة منه للمسلمين : إنه لا عذر لكم عند رسول الله : أن يخلص إلى نبيكم ، وفيكم عين تطرف ، ثم مات.
__________________
(١) حياة الصحابة ج ٣ ص ٦١٧ ، ومجمع الزوائد ج ٨ ص ٢٩٨ عن أبي يعلى.