١ ـ إن ذلك لا ينسجم مع روحية وأخلاق وإنسانية النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله» ، ولا ينسجم حتى مع روح التدبير للأمور العامة ، من قبل أي إنسان حكيم ، مدبر للأمور ، ولا مع سياسة الأمم بالمعنى الصحيح والسليم للسياسة. وذلك لأنه لا مبرر لإبقاء حثة شهيد في الصحراء ، تصهرها أشعة الشمس ، عرضة للوحوش والسباع والطير ، ولا فائدة في إجراء كهذا.
إذ من الواضح : أن ذلك لا يعتبر انتقاما من قريش ، ولا أداء لحق ذلك الشهيد العظيم ، إن لم يكن إساءة وإهانة له ، بملاحظة أن إكرام الميت دفنه. ثم ، أوليست إنسانيته «صلى الله عليه وآله» وأخلاقه الرفيعة هي التي أملت عليه حتى أن يغيب جثث قتلى المشركين في قليب بدر ؛ فكيف بالنسبة لهذا الشهيد العظيم ، أسد الله وأسد رسوله؟!!
ويحاول البعض أن يدّعي : أنه «صلى الله عليه وآله» لم يقصد مدلول هذا الكلام ، وإنما هو يريد فقط أن يظهر مظلوميته ووحشية الطرف الآخر ، أبي سفيان وأصحابه. ولكنها محاولة فاشلة ، فإننا نجل النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله» عن أمر كهذا ، ولا يجوز نسبته إليه ؛ لأن معناه : إمكانية التشكيك في كثير من أقواله ، ومواقفه ، وأفعاله «صلى الله عليه وآله».
أضف إلى ذلك : أن ما جرى لحمزة «عليه السلام» قد جرى مثله لغيره من الشهداء ، وإن كان ما جرى لحمزة «عليه السلام» أفظع وأبشع. فلماذا اختص غضبه «صلى الله عليه وآله» بما جرى لعمه وحسب؟!.
ثم إن المفروض بهذا النبي العظيم هو أن يظهر الجلد والصبر لا الجزع والحزن ، إلا بالنحو المعقول والمقبول ، وإلا فما وجه اللوم لغيره ممن فقد