الأهل والأحبة ، إن تجاوز حده ، وظهر منه ما لا ينبغي في مناسبات كهذه؟!
٢ ـ قولهم على لسانه «صلى الله عليه وآله» : إنه إن ظفر بقريش فسيمثل بثلاثين مرفوض أيضا ؛ إذ هذه جثث قتلى المشركين أمامه ، وهي اثنان أو ثمانية وعشرون جثة ، بل وأكثر من ذلك ، كما يظهر من بعض النصوص ، فلماذا لا يمثل بها ، ويشفي غليل صدره منها؟!
ولم لم يبادر المسلمون ـ بدورهم ـ إلى التمثيل بتلك الجثث التي تركها أصحابها وفروا خوفا من أن يدال المسلمون منهم ، كما فروا من قبل في بدر؟!
٣ ـ أما نزول الآية الكريمة ردا عليه «صلى الله عليه وآله» وهي قوله تعالى : (وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ) فلا يصح أيضا ، لأن الآية مكية ؛ فإن سورة النحل قد نزلت في مكة ، وأحد قد كانت في السنة الثالثة من الهجرة (١).
والقول : بأن سورة النحل كلها قد نزلت في مكة إلا هذه الآيات إنما يستند إلى هذه الروايات بالذات ، فلا حجة فيه.
إن قلت : قد تحدثت السورة عن المهاجرين ، وهذا يناسب أن تكون السورة قد نزلت بعد الهجرة.
فالجواب : أنه لم يثبت أن المقصود هو الهجرة إلى المدينة فإن الهجرة إلى الحبشة كانت قد حصلت والمسلمون في مكة ، فلعلها هي المقصودة.
__________________
(١) راجع : السيرة الحلبية ج ٢ ص ٢٤٦ عن ابن كثير ، والقول بأن الآية مدينة لا عبرة به لأنه يستند إلى هذه الرواية.