يقول المؤرخون.
فتحصن بنو قينقاع في حصونهم ، فاستخلف «صلى الله عليه وآله» على المدينة أبا لبابة ، وسار إليهم ، ولواؤه الأبيض (أو راية العقاب السوداء) يحمله أمير المؤمنين «عليه السلام».
(وقولهم : بيد حمزة ينافيه ما تقدم وسيأتي من الأدلة الكثيرة على أن عليا «عليه السلام» كان صاحب لواء رسول الله «صلى الله عليه وآله» في كل مشهد).
وحاصرهم النبي «صلى الله عليه وآله» خمس عشرة ليلة ، ابتداء من النصف من شوال السنة الثانية ، أو في صفر السنة الثالثة ، (وهو بعيد بملاحظة : أنهم إنما غضبوا من انتصار المسلمين في غزوة بدر).
وقذف الله في قلوبهم الرعب ، وكانوا أربعمائة حاسر ، وثلاثمائة دارع ؛ فسألوا رسول الله «صلى الله عليه وآله» : أن يخلي سبيلهم ، ويجليهم عن المدينة ، وأن لهم نساءهم والذرية ، وله الأموال والسلاح.
فقبل «صلى الله عليه وآله» منهم ، وفعل بهم ذلك ، وأخذ أموالهم وأسلحتهم ، وفرقها بين المسلمين ، بعد أن أخرج منها الخمس ، وأجلاهم عن المدينة إلى أذرعات (بلد بالشام).
فيقال : إنه لم يدر عليهم الحول حتى هلكوا.
وفي نص آخر : أنهم أنزلوا من حصونهم وكتفوا ، وأراد «صلى الله عليه وآله» قتلهم ، فأصر ابن أبي عليه «صلى الله عليه وآله» : أن يتركهم له بحجة أنه امرؤ يخشى الدوائر فلا يستطيع أن يتركهم ، وهم أربعمائة حاسر ، وثلاثمائة دارع ، قد منعوه من الأحمر والأسود ، على حد تعبيره ؛ فاستجاب النبي «صلى الله عليه وآله» إلى طلبه وإصراره ، وأجلاهم.