فقالت قريظة : نعم ، فأرسلوا إلينا بالرهن.
قال : فقال له رسول الله «صلى الله عليه وآله» : إني مسر إليك شيئا فلا تذكره.
قال : «إنهم قد أرسلوا إلي يدعونني إلى الصلح ، وأرد بني النضير إلى دورهم وأموالهم». وإنما قال له «صلى الله عليه وآله» ذلك على سبيل الخدعة الجائزة في الحرب.
فخرج نعيم بن مسعود عامدا إلى غطفان.
وقال رسول الله «صلى الله عليه وآله» : الحرب خدعة. وعسى أن يصنع لنا.
فأتى نعيم غطفان وقريشا فأعلمهم ؛ فبادر القوم وأرسلوا إلى بني قريظة عكرمة وجماعة معه ـ فاتفق ذلك ليلة السبت ـ يطلبون منهم أن يخرجوا للقتال معهم ، فاعتلت اليهود بالسبت. ثم أيضا طلبوا الرهن توثقة ، فأوقع الله بينهم واختلفوا (١).
ونعتقد : أن هذه الرواية هي الأقرب إلى الصواب ، ويشهد لذلك ما يلي :
٢ ـ قال القمي : إنه لما بلغ النبي «صلى الله عليه وآله» نقض بني قريظة للعهد ، قال «لعناء ، نحن أمرناهم بذلك. وذلك أنه كان على عهد رسول الله «صلى الله عليه وآله» عيون لقريش ، يتجسسون خبره» (٢).
__________________
(١) البداية والنهاية ج ٤ ص ١١٣ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٢١٦ و ٢١٧ وراجع : الأمالي للشيخ الطوسي ص ٢٦٧ ودلائل النبوة للبيهقي ج ٣ ص ٤٠٤ و ٤٠٥ وسبل الهدى والرشاد ج ٤ ص ٥٤١ والسيرة النبوية لدحلان ج ٢ ص ١٠.
(٢) تفسير القمي ج ٢ ص ١٨٦ وبحار الأنوار ج ٢٠ ص ٢٢٣ عنه.