حقيقة تصرفاتهم ، وما صدر منهم ، بهدف إظهار أن النبي «صلى الله عليه وآله» قد ظلمهم واعتدى عليهم ، وعاقبهم عقوبة لا يستحقونها.
فهو يوحي : أن قريظة لم تنقلب على محمد ، لأنها لم تثق بقريش وحلفائها!!
وهو يدّعي : أنها لم ترد على الهجوم بحماس!! وانسحبت إلى أطمها.
ويدّعي أيضا : أن موقف قريظة لم يزد على أن كان موقفا مشبوها. وقد هاجمها النبي «صلى الله عليه وآله» ، ليظهر أن الدولة الإسلامية لا تسمح بمثل هذا الموقف المشبوه!! وقريظة بزعمه قد عرضت الاستسلام بشروط قبلها النبي «صلى الله عليه وآله» من بني النضير ، لكنه رفضها من بني قريظة!! بل كان «صلى الله عليه وآله» ـ على حد زعمه ـ يريد أن تستسلم قريظة دون قيد أو شرط مع ما يتضمنه ذلك من معاني التحدي والعنفوان الإسلامي مع الإمعان في إذلال قريظة وتحقيرها.
وهو يدّعي كذلك سرّية ما جرى بين أبي لبابة وبني قريظة. ربما ليضفي ـ هذا القائل ـ المزيد من الغموض على حقيقة ما صدر من يهود قريظة ، لأنه لا يصرح بتلاومهم على ما صدر منهم ، ولا يصرح بمعرفتهم بحقيقة الحكم الذي سيصدر في حقهم ـ ليظهر أنهم قد أخذوا على حين غرة منهم ـ لا ينتج ذلك أنهم قد أخذوا خداعا وغدرا.
٢ ـ لقد ادّعى ذلك المستشرق : أن ما صدر هو مجرد مفاوضات مع أعداء محمد «صلى الله عليه وآله» ، لم تنته إلى اتفاق ، وبقيت قريظة على ولائها ، ولم تنقلب على محمد «صلى الله عليه وآله».
متناسيا حقيقة : أنهم نقضوا العهد ، وأن النبي «صلى الله عليه وآله» أرسل إليهم سعد بن معاذ ، وآخرين ليقنعوهم بالعودة عن موقفهم ،