بني قريظة على النحو المتقدم ، إنما أراد منهم الإسراع في ذلك إلى درجة أن لا يصلوا العصر إلا في بني قريظة ، أي أنه «صلى الله عليه وآله» يريد منهم أن يصلوا إليها حينما يحين وقت صلاة العصر ، أو قبل ذلك.
وهذا بالذات هو الذي فهمه الذين صلوا في الطريق ، كما ذكره البعض (١). لا أنه «صلى الله عليه وآله» أراد أن يسقط عنهم الصلاة في خارج منطقة بني قريظة.
والذين صلوا في الطريق كانوا ـ فيما يظهر ـ هم الفئة الأكثر وعيا ، وتفهما للكلام في مداليله اللغوية والعرفية.
٣ ـ أما ابن حزم فقد قال : «أما التعنيف ، فإنما يقع على العاصي المتعمد المعصية ، وهو يعلم أنها معصية ، وأما من تأول للخير ، فهو ـ وإن لم يصادف الحق ـ غير معنف. وعلم الله أننا لو كنا هناك ما صلينا العصر في ذلك اليوم إلا في بني قريظة ، ولو بعد أيام.
ولا فرق بين نقله «صلى الله عليه وآله» صلاة في ذلك اليوم إلى موضع بني قريظة ، وبين نقله صلاة المغرب ليلة مزدلفة إلى وقت العشاء ، وصلاة العصر من يوم عرفة إلى وقت الظهر. والطاعة في ذلك واجبة (٢).
__________________
(١) راجع : البداية والنهاية ج ٤ ص ١١٨ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٢٢٧ والسيرة النبوية لدحلان ج ٢ ص ١٤ وتاريخ الخميس ج ١ ص ٤٩٤ وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٣٥ و ٣٤ وشرح النووي على صحيح مسلم ج ١٢ ص ٩٨ وفتح الباري ج ٧ ص ٣١٥ وأول ص ٣١٦.
(٢) جوامع السيرة النبوية ص ١٥٢ و ١٥٣ وراجع : البداية والنهاية ج ٤ ص ١١٨ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ١١٨.