المشركين منه؟!
مع أن سلمان حين رأى مكانا يمكن أن تطفره الخيل ، قال لأسيد بن حضير ، بعد أن ردوا عمرو بن العاص الذي كان في حوالي مئة رجل يريدون العبور من ذلك الموضع ، قال سلمان لأسيد : «إن هذا مكان من الخندق متقارب ، ونحن نخاف تطفره خيلهم ، وكان الناس عجلوا في حفره ، وبادروا فباتوا يوسعونه ، حتى صار كهيئة الخندق ، وأمنوا أن تطفره خيلهم» (١).
فلماذا يبادر سلمان للأمر بإصلاح ذلك الموضع ، فيتم ما أراده في ليلة ، ولا يبادر النبي «صلى الله عليه وآله» إلى مثل ذلك؟!.
ثانيا : لماذا يتمنى «صلى الله عليه وآله» : «أن يأتي رجل صالح ليحرس ذلك الموضع في تلك الليلة»؟ ألم يكن بإمكانه أن يأمر جماعته بحراسة ذلك الموضع؟! والناس كلهم تحت أمره ، ورهن إشارته؟!.
ثالثا : حين كان يرجع إلى عائشة لتدفئه في حضنها!! من الذي كان يحرس تلك الثلمة؟! فلو أن العدو استطاع أن يتسلل منها في ذلك الوقت ألم يكن النبي «صلى الله عليه وآله» هو الذي فرّط في هذا الأمر ، وتسبب به؟!.
ولا نريد أن نسجل تحفظنا على دعوى : أن عائشة كانت تدفئ النبي «صلى الله عليه وآله» في حضنها!!.
ولا على حديث : أنه «صلى الله عليه وآله» نام حتى نفخ ، وكان إذا نام نفخ!!
__________________
(١) راجع : المغازي للواقدي ج ٢ ص ٤٦٥ وإمتاع الأسماع ج ١ ص ٢٣٠.