وآله» فنذرت بالقوم ، فقلت لعباد بن بشر ـ وكان على حرس قبة النبي «صلى الله عليه وآله» وكان قائما يصلي ـ أتيت ، فركع ، ثم سجد ، وأقبل خالد في ثلاثة نفر هو رابعهم ، فأسمعهم يقولون : هذه قبة محمد ، إرموا.
فرموا ، فناهضناهم حتى وقفنا على شفير الخندق ، وهم بشفير الخندق من الجانب الآخر.
فترامينا ، وثاب إلينا أصحابنا ، وثاب إليهم أصحابهم ، وكثرت الجراحة بيننا وبينهم.
ثم اتبعوا الخندق على حافتيه وتبعناهم ، والمسلمون على محارسهم ، فكلما نمر بمحرس نهض معنا طائفة ، وثبت طائفة ، حتى انتهينا إلى راتج ، فوقفوا وقفة طويلة ، وهم ينتطرون قريظة ، يريدون أن يغيروا على بيضة المدينة ، فما شعرنا إلا بخيل سلمة بن أسلم يحرس ، قد أتت من خلف راتج.
فلاقوا خالدا ، فاقتتلوا واختلطوا ، فما كان إلا حلب شاة حتى نظرت إلى خيل خالد مولية. وتبعه سلمة بن أسلم حتى رده من حيث جاء.
فأصبح خالد ، وقريش ، وغطفان ، تزري عليه وتقول : ما صنعت شيئا فيمن في الخندق ، ولا فيمن أصحر لك.
فقال خالد : أنا أقعد الليلة ، وابعثوا خيلا حتى أنظر أي شيء تصنع» (١).
ونقول :
إن هذه الرواية موضع ريب وشك ، لأن إصحار سلمة بن أسلم ومن معه لخالد ومن معه واختلاطهم بهم يصعب تصديقه ، لأن عبور سلمة وأصحابه
__________________
(١) المغازي للواقدي ج ٢ ص ٤٦٦.