قالت أم سلمة : فنام حتى سمعت غطيطه (١).
ويستوقفنا في هذا الحديث :
١ ـ قول أم سلمة أنها كانت مع رسول الله في غزوة الخندق. وأنها لم تفارقه فيها أصلا. وهذا يكذّب ما يقوله البعض : من أنه «صلى الله عليه وآله» كان يعقب بينها وبين عائشة وزينب بنت جحش.
٢ ـ عبارة أم سلمة : فنام حتى سمعت غطيطه. لا ندري مدى صحة حصول الغطيط منه «صلى الله عليه وآله» ، ونحن نتوقع منه خلاف ذلك.
فإن الغطيظ من المنفرات التي يتنزه عنها النبي «صلى الله عليه وآله».
٣ ـ قولها : وكنا في قرّ شديد. قد تقدم في الفصل الأول ما يوجب الشك في هذا الأمر.
٤ ـ لا ندري كيف لم يلتفت عبّاد بن بشر ومن معه إلى خيل المشركين وهي تطيف بالخندق ، وكيف رآها النبي «صلى الله عليه وآله» دونهم؟ فهل علم «صلى الله عليه وآله» ذلك عن طريق الوحي؟! إن ظاهر الرواية : هو أنه «صلى الله عليه وآله» علم ذلك بواسطة عينه الباصرة.
٥ ـ أين كان سائر المسلمين عن حراسة خندقهم ، ألم يكونوا يتناوبون عليه يحرسونه ، ويطوفون به؟ لكن ذلك لا يعني أن تكون الرواية كاذبة من أساسها ، فلعل النبي «صلى الله عليه وآله» قد نبه المسلمين لمحاولة تسلل من المشركين لم يكونوا قد التفتوا إليها ، لا نشغالهم بحديث فيما بينهم.
__________________
(١) المغازي للواقدي ج ٢ ص ٤٦٤. ولا بأس بمراجعة : سبل الهدى والرشاد ج ٤ ص ٥٢٩ و ٥٣٠ والسيرة الحلبية ج ٢ ص ٣٢٤ وإمتاع الأسماع ج ١ ص ٢٢٩ و ٢٣٠.