وإذا كان خالد قد حقق هذا الإنجاز ، فلما ذا يطردهم المسلمون ، ويعادونهم ، ويظلمونهم هذا الظلم الفاحش العجيب؟! ثم يسكت رسول الله «صلىاللهعليهوآله» عن ذلك ..
هذا كله ، بالإضافة إلى ما قدمناه من أدلة وشواهد تؤيد هزيمة خالد ، بل هي تؤيد أن الذين قتلوا من المسلمين إنما قتلوا في المبارزات التي جرت قبل استشهاد القادة.
أليس بعد كل هذا الذي ذكرناه هنا وفيما سبق يصبح قول ابن كثير في البداية والنهاية : من أن قلة عدد الشهداء تشهد لانتصار خالد بمن معه وحصول الفتح على أيديهم مما يضحك الثكلى؟!
المبارزات قللت عدد الشهداء :
وقد جرت مبارزات بين فرسان الجيشين ، كما رواه عمارة بن غزية عن أبيه ..
ومبارزة الفرسان أمر يتشوق له الناس في ساحات القتال ، ويعطي للحرب رونقا ، ويثير حماس الشجعان ، ويدعوهم إلى إظهار فنونهم ، وشدتهم ، وبطولاتهم.
ولعل هذا يفسر امتداد الحرب في مؤتة إلى سبعة أيام كما ذكروه (١) ، وربما يساعد هذا على تفسير قلة الشهداء في صفوف المسلمين.
فقد ذكروا : أن عددهم هو ثمانية شهداء (٢).
__________________
(١) السيرة الحلبية ج ٣ ص ٦٧ وسبل الهدى والرشاد ج ٦ ص ١٥١.
(٢) المغازي للواقدي ج ٢ ص ٧٦٩ وسبل الهدى والرشاد ج ٦ ص ١٥٤ وعن السيرة النبوية لابن هشام (ط محمد علي صبيح) ج ٣ ص ٨٤٠ البداية والنهاية ج ٤