نبايع ذا العباءة؟!
قد نقل ذلك الرجل عن أهل نجد أنهم حين رفضوا بيعة أبي بكر ، قالوا :
نبايع ذا العباءة؟!
ونقول :
إنه وإن كان يحتمل أن تكون كلمة «ذا العباءة» قد جاءت للإشارة إلى صاحبها ، ولكن من المحتمل جدا أيضا أن يكون هذا التعبير قد جاء على سبيل الاستصغار لشأن أبي بكر ، وإظهار الاستنكاف عن إعطاء البيعة له ..
وقد ظهر رفض البيعة لأبي بكر لدى قبائل كثيرة ، ولكن أبا بكر أصرّ على بسط نفوذه على تلك القبائل ، فكان يطالبهم بدفع الزكاة له .. فمن أبى منهم اتهمه بالكفر والارتداد ، وشن الحرب عليه ، وقتل الرجال ، وسبي النساء والأطفال ، واستولى على الأموال.
ولذلك يلاحظ : أنهم يطلقون على حروبهم لما نعي الزكاة عن أبي بكر ، اسم «حروب الردة» ، تعمية بذلك على الناس ، وسعيا في إبطال الحقائق ..
مع أن الحقيقة هي : أن هؤلاء لم يرضوا بمخالفة أمر الله ، ورد توجيهات رسوله في موضوع الإمامة .. خصوصا بعد يوم الغدير وبيعة عشرات الألوف من الناس لعلي «عليهالسلام».
والظاهر : أن هؤلاء الذين ذكرهم رفيق أبي بكر ، كانوا من هؤلاء الذين أوقع بهم أبو بكر .. ولم يكونوا مرتدين على الحقيقة ، بل هم رفضوا الاعتراف بشرعية خلافته ، والرواية المتقدمة تدل على ذلك تلميحا ، فرغم نعتهم بالإرتداد إلا أنّ ما نسبه إليهم من قول لا يعدو كونه إعلانا برفض بيعة أبي بكر ، وقد امتنعوا عن إعطاء الزكاة له تعبيرا عن هذا الرفض ،