رواة حديث الهزيمة :
وقد أظهرت الروايات المتقدمة ـ رغم أننا لم نستقص النصوص ـ : أن رواة هزيمة الجيش في مؤتة كثيرون. وأن طائفة منها قد صرحت : بأن خالدا كان هو المبادر للهزيمة ، فتبعه الآخرون ..
والروايات المتقدمة كلها ـ باستثناء روايتين أو ثلاث ـ تدل على هذه الهزيمة الشاملة ..
والذين ذكرنا رواياتهم آنفا هم : أبو سعيد الخدري ، وأبو هريرة ، وابن إسحاق ، وابن كعب بن مالك عن نفر من قومه ، والواقدي ، والزهري ، وثعلبة بن أبي مالك ، ورجل من بني مرة ، وأبو عامر ، وأبو بكر بن عبد الله بن عتبة ، وإبراهيم بن يحيى بن زيد ، وخزيمة بن ثابت ، وغزية بن الحارث الأنصاري ، وعروة ..
ولا مجال لتأويل هذه النصوص ، أو النقاش فيها إلا على سبيل التعسف ، والتحكم غير المقبول ، ولا المعقول ..
شر ذمة لماذا؟!
وقد اتضح مما ذكرناه : أن وصف من روى حديث فرار الجيش بقيادة خالد : بأنهم «شر ذمة» ، وبأن ذلك مجرد احتمال (١) ما هو إلا تجن على الحقيقة ،
__________________
بالأصل وابن العديم ومختصر ابن منظور ٨ / ٤٥ وقد صححها محقق مغازي الواقدي «عمارة بن غزية» وسير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٤٨٦ وقال : هو في مغازي الواقدي ٢ / ٧٦٩ ، وقد أخطأ محقق الكتاب مارسدن جونس ، فأبدل لفظ «خزيمة» ب «غزية» مع أنه في الأصل الذي اعتمده «خزيمة على الصواب» على الصواب.
(١) راجع : سبل الهدى والرشاد ج ٦ ص ١٥٠ وعن السيرة النبوية ج ٣ ص ٦٨.