العميق ، والفكر الدقيق ، حملته لنا كلمته «صلىاللهعليهوآله» لعلي «عليهالسلام» عن جبرئيل : «فأخبرني : أن الله يفتح عليه ، وعلى أصحابه» ..
فقد نسب الفتح إلى الله ، الذي حبا به عليا «عليهالسلام» وأصحابه معا ، مع أن الإنسان العادي قد يتوقع تخصيص الفتح بعلي دون أصحابه ، الذين هزموا مع القائدين اللذين سبقاه ..
ولكن الله ورسوله يريدان لنا أن ندرك حقيقة أن القيادة الصالحة ، هي التي تعطي المواقف ، وتغير من أحوال الرعية ، وتؤثر في توجهاتها ومواقفها ، وتعطيها صلابة في الدين ، وورعا في يقين ، وتحملها على الصراط المستقيم ، ولو لم تصدر لها أمرا ، أو تفرض عليها قرارا ، أو تبتز منها موقفا.
وهي التي تثير حميتها وإباءها ، وتمنحها نفحة الشجاعة والإقدام ، أو التخاذل والإحجام ..
وقد ظهر ذلك في هذه الغزوة بصورة جلية وواضحة ، فقد ساقهم موقف أمير المؤمنين «عليهالسلام» إلى مواقع العزة والكرامة والإباء ، وأعطاهم نفحة من نفحات الشجاعة ، والشعور بالكرامة. ففتح الله عليه وعليهم ، وفق ما قاله الرسول الأكرم والأعظم «صلىاللهعليهوآله» له ولهم.
تطمينات علي عليهالسلام لأصحابه :
وحين سار علي «عليهالسلام» باصحابه ذلك السير الحثيث الذي أتعبهم ، فإنه يكون قد أفهمهم بذلك بأن ثمة جدية حقيقية في إنجاز أمر رسول الله «صلىاللهعليهوآله» على أحسن وجه وأتمه.
ولعلهم أصبحوا يتخوفون من أن يكون للتعب الذي لحقهم في