فجعل ذلك أبو بكر ذريعة لاتهامهم بالارتداد ، وسببا للإيقاع بهم ، وقتلهم .. وقصة مالك بن نويرة معروفة ومشهورة ..
أما الذين ارتدوا بالفعل ، أو أعلنوا مناقضة هذا الذين .. فهم مسيلمة الكذاب ، والأسود العنسي ، وطليحة بن خويلد .. وهم إنما أعلنوا ذلك ، أو ارتدوا في عهد رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، كما يعلم بالمراجعة ..
أبو بكر مجبر على الخلافة :
ولسنا بحاجة إلى التعليق على ما زعمه أبو بكر مبررا لقبوله للخلافة ، غير أننا نقول :
١ ـ إن الذي أو جد الخلاف بين الناس ، وكان هو الركن الرئيس فيه هو أبو بكر نفسه ، ومعه صاحبه عمر بن الخطاب.
وقد بادر هو إلى ابتزاز هذا الأمر من صاحبه الشرعي ، حتى قبل أن يدفن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» .. وهو الذي وراء حادث الهجوم على بيت فاطمة الزهراء «عليهاالسلام» ، ومحاولة إحراقه بالنار ، ثم ضربها في ذلك الهجوم ، وأسقاط جنينها ، إلى غير ذلك مما جرى عليها يعلمه القاصي والداني ..
٢ ـ أما اجتماع الأنصار في السقيفة ، فلم يكن يشكل أية خطورة على وحدة المسلمين ، بل كان أمرهم أهون مما نتصور ..
والدليل على ذلك : أن بضعة أشخاص قد لا يبلغ عددهم عدد أصابع اليد الواحدة ، قد سلبوا الأنصار المجتمعين في سقيفتهم ، وبحضور أكثريتهم ، ما كان سعد بن عبادة يطمح له ، وأراد أن يسبقهم بعد أن علم بتصميمهم على سلب هذا الأمر من صاحبه الشرعي ، وهو علي «عليهالسلام».