وقال الواقدي : «فانكشفوا منهزمين ، فقتلوا مقتلة عظيمة ، لم يقتلها قوم» (١).
غير أنه سيتضح : أن هذه التمحلات بعيدة جدا عن الواقع ، وأن من نسب إليهم القول بحصول النصر والفتح على يد خالد ومن معه ، لا تصح النسبة إلى معظمهم ، أو لا يصح الاستدلال بقولهم .. فنسبة ذلك إليهم ما هو إلا تدليس ظاهر ، من ماكر ماهر.
والذين نسب إليهم ذلك هم ـ كما زعموا ـ أبو عامر ، وأبو هريرة ، والزهري ، وعوف بن مالك ، وأنس ، وابن عائذ ، وعروة ، وأبو سعيد الخدري ، وعطاف بن خالد ، وابن عقبة ..
وسيتضح فيما يلي مطالب عدم صحة ذلك ، إلا بالنسبة لبضعة أفراد لا يصل عددهم إلى عدد أصابع اليد الواحدة. بل إن بعضهم قد روى العكس ، كما سنوضحه فيما يلي :
حديث جابر وخزيمة :
ورد في حديث جابر كلام عن اغتنام بعض أمتعة المشركين ، وأن أحدهم غنم خاتما ، فجاء به إلى النبي «صلىاللهعليهوآله» فنفله إياه (٢).
بالإضافة إلى حديث الياقوتة التي غنمها خزيمة بن ثابت ، فنفله إياها
__________________
(١) المغازي للواقدي ج ٢ ص ٧٦٤ وتاريخ مدينة دمشق ج ٢ ص ١٥ وعن البداية والنهاية ج ٤ ص ٢٨٢ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٤٦٧ وسبل الهدى والرشاد ج ٦ ص ١٥١.
(٢) سبل الهدى والرشاد ج ٦ ص ١٥٢ والمغازي للواقدي ج ٢ ص ٧٦٨.