وحديث زواج بوران بنت الفضل بن سهل بالمأمون ، وما أنفق في زفافها ، وما جعل نحلة لها ، مما لا يجهله أي مطلع على كتب التاريخ (١).
٣ ـ قد أحل الله سبحانه أن يعطي الرجل للمرأة من المهر ما شاء. وإن كان يستحب تقليل المهر .. ولكن لا يلام ولا يجبه من لم يعمل بالمستحب ..
٤ ـ إن مقدار المهر وخصوصياته قد تفرضه ظروف خارجة عن اختيار الزوج ، وقد يكون منها رغبة الزوجة ، أو رغبة أهلها بتكثير المهر لأسباب خاصة بهم .. فلا يستحق الزوج هذا التأنيب أو اللوم ، إلا إذا ثبت أنه هو قد بادر إلى ذلك على سبيل المباهاة ، أو الشطط ..
تبييت العدو :
وقد ذكرت تلك الرواية : أن المسلمين أغاروا على القوم ليلا .. مع أنه قد تقدم : أن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ما بيت عدوا ليلا ..
فإذا كان هو لم يفعل ذلك تنزها عنه ، فهل يسمح به لسراياه وبعوثه؟!
الغنائم والأسرى :
والذي يثير الشبهة أيضا هذه الغنائم الكثيرة ، التي بلغت ألفي شاة ، وماءتي بعير ، بل أكثر ، بالإضافة إلى الأسرى والسبايا ، هو أن الغانمين كانوا ستة عشر رجلا فقط .. فكيف استطاعوا أن يحافظوا على كل هذه الغنائم ، وكل هذا السبي من محاولات أصحابها ، استرجاعها ، أو اقتطاع جزء أو أجزاء منها ، من أي جهة أرادوا ..
__________________
(١) الدر المنثور في طبقات ربات الخدور ص ١٠٢ و ١٠٣.