عَلَى الْكاذِبِينَ) (١).
وقد أكد ذلك النبي «صلىاللهعليهوآله» في عشرات النصوص ، في العديد من المناسبات ، وذلك كله يبين : أن فقد النبي «صلىاللهعليهوآله» لجعفر ولعلي «عليهماالسلام» معناه : أن لا يبقى له «صلىاللهعليهوآله» نظير على وجه الأرض ، ولذلك ، كان يظهر شعوره بقيمة علي «عليهالسلام» ، ويعتبر أن فقده لعلي «عليهالسلام» سيجعله فردا وحيدا في هذه الحياة ، ولا يعود له وارث في الأرض ..
فكان لا يبعث عليا «عليهالسلام» في وجه من الوجوه إلا ويقول : (وَزَكَرِيَّا إِذْ نادى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوارِثِينَ) (٢).
حديث عائشة في بكاء النساء :
وربما يقال : قد روي في هذه المناسبة ما يدل على عدم صحة البكاء على الأموات ، كما ذكرته عائشة فيما رواه الواقدي عنها ، فقد قالت : لما قدم نعي جعفر عرفنا في وجه رسول الله «صلىاللهعليهوآله» الحزن.
قالت : قديما ما ضرّ الناس التكلف ؛ فأتاه رجل فقال : يا رسول الله ، إن النساء عنّيننا مما يبكين.
قال رسول الله «صلىاللهعليهوآله» : «ارجع إليهن فأسكتهن ، فإن أبين فاحث في أفواههن التراب».
فقلت في نفسي : أبعدك الله! فو الله ما تركت نفسك ، وما أنت بمطيع
__________________
(١) الآية ٦١ من سورة آل عمران.
(٢) الآية ٧٨ من سورة الأنبياء.