معه جزوران .. فلماذا لا ينحر لهم تسعة ، ويبقى معه جزوران ، فإن المفروض هو : أنه أطعم الجيش ثلاثة أيام ..
وإذا كان عدد الجيش ثلاث مائة رجل ، فمن المعلوم : أن الجزور الواحد إنما يكفي مائة رجل .. كما ظهر في غزوة بدر ، حيث كشف النبي «صلىاللهعليهوآله» عدد جيش المشركين من ذبحهم يوما تسعا ، ويوما عشرا ، فكان الجيش ما بين تسع مائة إلى ألف .. فهل أطعم قيس في كل يوم مائة رجل فقط ، وأبقى مائتين بلا طعام؟!
مبالغات لا مبرر لها :
وقد أفاضوا ما شاءت لهم قرائحهم في وصف دابة العنبر ، وبيان ضخامتها ، وعظم خلقتها حتى قالوا : «فرفع لنا على ساحل البحر كهيئة الكثيب الضخم ، فأتيناه ، فإذا هو دابة تدعى العنبر ، فأقمنا عليها شهرا ، ونحن ثلاثمائة حتى سمنّا.
ولقد رأيتنا نغترف من وقب عينيه بالقلال الدهن ، ونقتطع منه القدر كالثور.
ولقد أخذ منا أبو عبيدة ثلاثة عشر رجلا فأقعدهم في وقب عينها ، وأخذ ضلعا من أضلاعه فأقامها ، ثم رحل أعظم بعير معنا ، ثم ركبه أطول رجل منا (وهو قيس بن سعد) فجاز من تحتها ، وتزودنا من لحمه الوسائق.
فلما قدمنا المدينة أتينا رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، فذكرنا ذلك له فقال : هو رزق أخرجه الله تعالى لكم.
فهل معكم من لحمه شيء فتطعمونا؟