الصلاة ينطلق من خلفية سعيه إلى إمارة السرية ، وقد وجد من بين أصحابه من يؤيده في ذلك ، ولا يرضى بإمارة عمرو ..
٣ ـ ولعل من أبرز هؤلاء المؤيدين لأبي عبيدة أبو بكر وعمر ، كما يظهر من تغيظ عمر ، إلى حد أنه أراد أن يبادر إلى الاعتراض على ابن العاص ، لكن نصيحة أبي بكر منعته من ذلك .. ربما لأنه وجد أن حجة عمرو ستكون أقوى ، وأعظم أثرا في نفوس الناس ، فآثر الخروج من حلبة الصراع بخسارة واحدة ، بدلا من خسارتين.
٤ ـ ثم إن أبا عبيدة حين وجد أن الغلبة ستكون لعمرو آثر أن ينسحب من هذا المأزق بلباقة ، وأن يعوض عن بعض خسارته بإظهار التسامح والتواضع والانقياد لأوامر رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، التي زعم أنه أصدرها له ، بقوله : قدمت على صاحبك فتطاوعا.
ثم جاء محبوه ومؤيدوه ، فصرحوا بما ألمح إليه ، حين وصفوه بحسن الخلق ، ولين العريكة ، واعتبروا أن هذا هو سبب تراجعه أمام حجة عمرو بن العاص.
المغيرة داعية فتنة ومتزلف :
ولسنا بحاجة إلى تفصيل القول فيما ذكره المغيرة بن شعبة لأبي عبيدة عن أن فلانا من الناس قد اتبع أمير القوم .. وقول أبي عبيدة : «فأنا اطيع رسول الله «صلىاللهعليهوآله» وإن عصاه عمرو».
غير أننا نكتفي بالإشارة إلى ما يلي :
١ ـ إن حركة المغيرة هذه تظهر كيف أن المغيرة يغتنم الفرصة للعبث