أخلاق أبي عبيدة :
وقد وصف الراوي أبا عبيدة : بأنه «كان رجلا لينا ، حسن الخلق ، سهلا ، هينا عليه أمر الدنيا ، يسعى لأمر رسول الله «صلىاللهعليهوآله» وعهده».
ونقول :
١ ـ ليت أبا عبيدة كان كذلك في يوم السقيفة ، حين سعى في تضييع أمر رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، ونقض تدبيره .. بل هو قد سعى في تكريس مخالفة أمر الله ، وساعد وشارك في نقض عهد الله تبارك وتعالى ، وذلك حين نكث بيعته لعلي «عليهالسلام» في يوم الغدير ، وخالف أمر الله ورسوله في التسليم لإمامته «عليهالسلام» ، والبخوع لأمر الله تبارك وتعالى فيها .. وكان هو وعمر بن الخطاب من أقوى المساعدين على استئثار أبي بكر بهذا الأمر.
٢ ـ إن إمامة الجماعة ليست من أمور الدنيا ، التي تهون على أبي عبيدة ، بل هي عبادة لها ثوابها ، وقيمتها المعنوية ، التي لا يصح التفريط أو الاستهانة بها.
أما اعتبار قيادة السرية وإمارتها أمرا دنيويا .. فذلك أيضا غير مقبول ، لأن هذه الإمارة أيضا أمر عبادي ، من حيث أنه موقع جهادي متقدم وحساس ، وليس على المؤمن لو طلبه وسعى إليه من غضاضة ..
٣ ـ إن هؤلاء الذين يقدسون جميع الصحابة ، ويعتقدون بعدالتهم ، وإن كانوا قد مدحوا أحدهم ، ودافعوا ودفعوا عنه ، ما ربما ينسب إليه مما لا يليق به ، ولكنهم قد سقطوا في فخ الطعن في نزاهة صحابي آخر حيث نسبوا إليه حب الدنيا والسعي إليها .. ألا وهو عمرو بن العاص نفسه.
وهذا يتنافى مع نظرتهم التنزيهية للصحابة .. إلا أن يدّعوا : أن حب