الباحث المنصف (١).
بكاء رسول الله صلىاللهعليهوآله :
ثم إن الرواية المتقدمة قد ذكرت : بكاء النبي «صلىاللهعليهوآله» حتى أبكى جميع أصحابه ، وذلك حين أخبره ذلك الرجل بما عزم عليه بنو خثعم.
والسؤال هو : لماذا هذا البكاء يا ترى؟!
إننا لا يمكن أن نحتمل : أن يكون بكاء الخوف ، أو بكاء الضعف ، فإن هذا مما لا بد من تنزيه رسول الله عنه .. علما أنه «صلىاللهعليهوآله» قد واجه أضعاف هذا العدد من الأعداء في وقت كان المسلمون فيه في غاية القلة ، والضعف من حيث العدة والعدد. ولم ينس المسلمون بعد ما جرى في خيبر ، والأحزاب ، وبدر ، وأحد ، وسوى ذلك ..
كما أنه «صلىاللهعليهوآله» قد أضحى قادرا على حشد اضعاف ما حشده بنو خثعم ..
وحتى لو كان هذا الأمر يستوجب البكاء ، ولنفترض : أنه بكى إشفاقا على بعض أصحابه من أن يصيبهم سوء ، أو لغير ذلك من أسباب ..
ولكن هل يصح أن يكون هذا البكاء علنيا وعلى رؤوس الأشهاد؟!
وألا يوجب هذا البكاء والإبكاء وهنا في المسلمين ، وإطماعا لأعدائهم بهم؟! فيكون بالتالي نقضا للفرض ، وتضييعا بل تفريطا خطيرا ، وغير مقبول؟!
__________________
(١) تقدم مصادر ذلك.