حيث شاء من الجنة (١).
لا تقولي هجرا ، ولا تضربي صدرا :
١ ـ إن المصائب التي تحل بالناس ، ولا سيما فقد الأحبة ، قد تخرجهم عن حالة التوازن ، فتصدر منهم بعض التصرفات غير المقبولة ولا المعقولة .. فإذا تركوا ، فقد يتفاقم الأمر ، ليص إلى حد الخروج عن دائرة الشرع وأحكام الدين ..
ولذلك ، كان من المستحسن إذا ظهرت بوادر هذا الاختلال ، المبادرة إلى وضع حد يمنع من الانسياق مع أجواء الانفعال هذه لتبقى الأمور تحت السيطرة ، وفي دائرة الانضباط ..
والظاهر : أن ما ظهر من أسماء بنت عميس في حضرة رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، حين أخبرها باستشهاد زوجها جعفر بن أبي طالب يدخل في هذا السياق ، فإن صياحها بحضرة الرسول «صلىاللهعليهوآله» ، واجتماع النساء إليها قد أظهر أنها قد تخرج تحت تأثير الفاجعة عن حدود
__________________
(١) تاريخ الخميس ج ٢ ص ٧٥ والمجموع للنووي ج ١ ص ٢٩٦ والشرح الكبير لابن قدامة ج ١ ص ١٠٦ ونيل الأوطار ج ١ ص ١٥٥ وذخائر العقبى ص ٢١٩ وعن مسند أحمد ج ١ ص ٢٠٤ وسنن أبي داود ج ٢ ص ٢٨٨ وسنن النسائي ج ٨ ص ١٨٢ ومجمع الزوائد ج ٦ ص ١٥٧ وعن فتح الباري ج ٧ ص ٣٩٤ والسنن الكبرى للنسائي ج ٥ ص ١٨٠ و ٤٠٧ ورياض الصالحين للنووي ص ٦٤٥ والطبقات الكبرى ج ٤ ص ٣٧ وتاريخ مدينة دمشق ج ٢٧ ص ٢٥٥ وعن البداية والنهاية ج ٤ ص ٢٨٨ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٤٧٦.