رواياتهم مزيفة :
قد ظهر مما تقدم : أن رواياتهم لما جرى في سرية ذات السلاسل مليئة بالأكاذيب ، حافلة بالادعاءات الباطلة ، التي تكذبها الوقائع ، ويدحضها المنطق السليم ، والاعتبار العقلائي القويم ..
غير أن بعض ما ذكروه ليس مكذوبا من أساسه ، بل هو صحيح في حد ذاته ، ولكنه حرّف وزيّف بصورة كبيرة.
الصورة الأوضح والأصرح :
ولكن ما لم يكن يدور في خلدنا هو أن يسقط هؤلاء الناس عمدة وأهم أحداث هذه السرية. وهو ذلك الجانب الذي يظهر أن ثمة أحداثا فريدة ومتميزة من شأنها أن تسوق الفكر إلى استقدام صور لأحداث مشابهة ، على سبيل تداعي المعاني ، ليتكون ـ من ثم ـ انطباع في غاية السلبية عن شخصيات كان لها أثر عظيم ، ولا يزال في تصورات وفي اعتقادات طائفة كبيرة من المسلمين ، مع مزيد من الاحترام والتقديس منقطع النظير ..
إن الصورة الحقيقية لما حدث تبين أن ما جرى في خيبر ، وفي فدك ، وفي قريظة ، قد تكرر في سرية ذات السلاسل أيضا ، حيث أرسل النبي «صلىاللهعليهوآله» جيشه إلى ذات السلاسل ، وعلى رأسه قيادات لم تستطع أن تحقق نصرا ، فعادت تجر أذيال الخيبة ، حتى أرسل عليا «عليهالسلام» ، ففتح الله على يديه ، وعاد بالخبر الأكيد ، والنصر الفريد ، والخبر السعيد .. فظهر بذلك فضله على من سواه. والله متم نوره ، ولو كره المشركون ، والكافرون ،