الحجة على النصارى في أمر بشريته ، وتابعيته لوصي محمد «صلىاللهعليهوآله» ، حيث يصلي خلفه ، ويكون من أعوانه ..
فيلاحظ : أنه «صلىاللهعليهوآله» لم يشر بشيء إلى أي نصر أنجزه خالد ومن معه ، فضلا عن تحقيق ما يستحق أن يسمى فتحا .. بل هو «صلىاللهعليهوآله» قد قبل بأن المقتولين هم خيار أصحابه ، وأشرافهم ، وأهل الفضل فيهم .. ولا يرى في الذين سلموا في مؤتة خلفا من الذين قتلوا ، بل لا بد من انتظار ظهور فوج جديد من الأخيار ، والأشراف ، وأهل الفضل.
النصر الضائع :
ونستطيع بعد كل هذا الذي ذكرناه وقررناه ، أن نؤكد على أن كل الدلائل تشير إلى أن الفارين كانوا عارفين بعظيم جرمهم ، وقبح جنايتهم ، كما أن أهل المدينة كانوا عارفين بذلك ، وكذلك رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ..
وقد كان واضحا للجميع : أن النبي «صلىاللهعليهوآله» قد أرسلهم لإنجاز مهمة كبرى كان يعرف حجمها ، ولا بد ان يكون قد رسم لهم معالم حركتهم فيها ، وحدد كل تفاصيلها ، ولا بد أن يكون عارفا بجموع قيصر ونواياه وخططه ، وكيف لا يكون كذلك ، وهو قد اثبت أن لديه قدرة فائقة على رصد حركة أعدائه في مختلف البقاع والأصقاع مهما اختلفت الفئات والأنواع.
وكانت هذه المهمة من الخطورة بحيث تستحق أن يضحي من أجلها بمثل جعفر ، وزيد ، وابن رواحة ، ولعلها كانت ستنتهي بالانتصار على