ثم اختار الأعداء أسلوب الهجوم الشامل .. فقتل القادة آنئذ .. وربما تكون بوادر النصر قد بدأت بالظهور ، فضيعها خالد.
هزيمة خالد :
وبعد أن استشهد عبد الله بن رواحة بادر خالد بن الوليد فأخذ الراية وانهزم بها وتبعه سائر الناس ، ولكن هناك من سعى لتزوير الحقيقة وإيهام الناس بعكسها ، ونحن نذكر ذلك ، ونبين وجه الحق فيه في الفصل التالي.
الآن حمي الوطيس :
وحول القول المنسوب لرسول الله «صلىاللهعليهوآله» وهو يصف للمسلمين ما يجري في مؤتة : «الآن حمي الوطيس» ، قال ابن أبي الزناد ما يلي :
«بلغت الدماء بين الخيل موضع الأشاعر من الحافر. والوطيس أيضا ذاك. وإذا حمي ذلك الموضع من الدابة كان أشد لعدوها» (١).
ونحسب : أننا لسنا بحاجة إلى التعليق على هذه الروايات المغرقة في غرابتها ، ولكن الأغرب منها : أن يبادر المؤرخون والمحدثون إلى إيرادها في كتبهم وفي مجاميعهم الحديثية والتاريخية ، وغيرها ، ويقدمونها للناس على أنها هي الحقائق الناصعة ، وذلك من أجل أن تبقى حقيقة فرار خالد عن الناس ضائعة ..
ولست أدري كيف يمكن أن يخبر النبي «صلىاللهعليهوآله» عن بلوغ الدماء موضع الأشاعر ، وهو يرى ما يجري عيانا ، بعد أن رفع الله تعالى له
__________________
(١) المغازي للواقدي ج ٢ ص ٧٦٤ وراجع : البحار ج ٢١ ص ٦٢.