أمير المؤمنين عليهالسلام يتهم :
ويظهر من جواب أمير المؤمنين «عليهالسلام» لهؤلاء المعترضين : أنه يعتبر اتباعه «عليهالسلام» إطاعة لله ولرسوله «صلىاللهعليهوآله» ، وأن الاعتراض عليه عصيان لله ولرسوله ..
وهو يصرح : بأن إصرارهم على اعتراضهم سوف ينتج طردهم من صفوف الجيش الذي يقوده «عليهالسلام». وعليهم أن يواجهوا عاقبة فعلهم هذا ، وأن يقدموا تفسيرا مقبولا ومرضيا لدى رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ..
وإذا أضيف إلى ذلك جوابه الآخر ، المتضمن لأمرهم بلزوم رحالهم ، والكف عما لا يعنيهم ، فإنه يكون قد أفهمهم :
١ ـ أنه سوف يكون حازما في موقفه هذا بنحو لا مجال فيه لأي جدل ، أو اعتراض ، لأنه في موقف لا مجال لغير الحزم فيه ، وسيكون إفساح المجال للجدل ، وللتشكيك ، والأخذ والرد فيه سببا في خلق مشكلات ونشوء عراقيل قد تؤثر على المهمة التي انتدبه الرسول «صلىاللهعليهوآله» لإنجازها.
٢ ـ إن الانضباط في المهمات القتالية ، والكون في المواقع المحددة من قبل القيادة ، يعطي القدرة على التخطيط ، والطمأنينة لسلامة التنفيذ ، ويمكّن من تحقيق النتائج ، بعيدا عن المفاجآت التي يهيئ لها الخلل في الإعداد والاستعداد ..
٣ ـ إن تدخل الجنود فيما لا يعنيهم ، وخصوصا فيما يرتبط بالقرارات الحربية للقيادة .. معناه : أن يفقد القائد قدرته على التأثير في فرض تنفيذ قراراته.