سرية علي عليهالسلام إلى بني خثعم :
عن سلمان الفارسي رحمهالله قال : بينما أجمع ما كنا حول النبي «صلىاللهعليهوآله» ما خلا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب «عليهالسلام» إذ أقبل أعرابي بدوي ، فتخطى صفوف المهاجرين والأنصار حتى جثا بين يدي رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، فسأله النبي عن نفسه ، وما جاء به ، فأخبره أنه رجل من بني لجيم.
فقال النبي «صلىاللهعليهوآله» : «ما وراك بما جاء لجيم»؟
قال : يا رسول الله خلفت خثعم ، وقد تهيأوا وعبأوا كتائبهم ، وخلفت الرايات تخفق فوق رؤسهم ، يقدمهم الحارث بن مكيدة الخثعمي في خمسمائة من رجال خثعم ، يتألّون باللّات والعزى أن لا يرجعوا حتى يردوا المدينة ، فيقتلوك ومن معك يا رسول الله.
قال : فدمعت عينا النبي «صلىاللهعليهوآله» حتى أبكى جميع أصحابه ، ثم قال : «يا معشر الناس سمعتم مقالة الاعرابي»؟
قالوا : كلّ قد سمعنا يا رسول الله.
قال : «فمن منكم يخرج إلى هؤلاء القوم قبل أن يطؤنا في ديارنا وحريمنا ، لعل الله يفتح على يديه ، وأضمن له على الله الجنة؟
قال : فو الله ما قال أحد : أنا يا رسول الله.
قال : فقام النبي «صلىاللهعليهوآله» على قدميه وهو يقول : «معاشر أصحابي هل سمعتم مقالة الأعرابي»؟
قالوا : كلّ قد سمعنا يا رسول الله.
قال : «فمن منكم يخرج إليهم قبل أن يطؤنا في ديارنا وحريمنا ، لعل الله