النور الضئيلة ، التي تسللت إلى الأفق فيما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس.
كما أن لهذا النقع دورا في إرباك حركة العدو ، وفي التأثير على مخيلته ، ويهيء الفرصة لتوهم كيفيات وصور قتالية ضخمة ومهولة ، لا وجود لها في الواقع.
ومن شأن هذا أيضا أن يزيد ذلك العدو ضعفا ووهنا ، ويؤكد هزيمته الروحية ، وربما يكون سببا في مبادرته إلى هدر طاقات ، وبذل جهد في غير الاتجاه الصحيح.
٩ ـ ثم يأتي دور تلك الخيل العادية في الالتفاف على العدو ، ومحاصرته بسرعة حسبما أشير إليه في قوله تعالى : (فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً) (١) ، حتى إذا رأى العدو أنه يواجه القتال في كل اتجاه ، فإنه لا بد أن يصاب بالإحباط ، وباليأس من أن تتيح له المقاومة شيئا ذا بال ، وستتأكد لديه القناعة بأنه لا فائدة من الاستمرار فيها ، لأن حصادها لن يكون في هذه الحال سوى أن يصبح طعمة للسيوف ، وأن يلاقي الحتوف ، وفي مثل هذه الحال سيرى : أن الاستسلام هو الأرجح والأصلح.
وقد أظهرت النصوص المنقولة ، وكذلك نزول هذه السورة المباركة في هذه المناسبة : أن عليا «عليهالسلام» قد طبق هذه الأمور كلها في غزوة ذات السلاسل.
فصلوات الله وسلامه على علي ، سيد الوصيين ، وقائد الغر المحجلين ، إلى جنات النعيم.
__________________
(١) الآية ٥ من سورة العاديات.