«أخبركم عن جيشكم هذا. إنهم انطلقوا فلقوا العدو فقتل زيد شهيدا ، فاستغفر له. ثم أخذ اللواء جعفر فشدّ على القوم حتى قتل شهيدا ، فاستغفر له ، ثم أخذه خالد بن الوليد ، ولم يكن من الأمراء ، هو أمر نفسه».
ثم قال رسول الله «صلىاللهعليهوآله» : «اللهم إنه سيف من سيوفك فأنت تنصره». فمن يومئذ سمي خالد : «سيف الله» (١).
صمود ونصر ، أو مجرد انحياز :
فاتضح مما تقدم : أن سياق حديث هؤلاء يسير باتجاه الإيحاء بأن الذي كان في مؤتة هو إما الانحياز والمحاشاة ، أو النصر والفتح .. ثم يصرحون بعدم صحة الأول ، ويؤكدون على صحة الثاني ، كما رأينا ..
غير أننا نقول :
إن هؤلاء الناس أنفسهم قد ساقوا لنا طائفة من الدلائل والشواهد على أن الأمر لم يكن كما زعموا ، وإن كان ربما يلاحظ في بعضه سعي لحفظ
__________________
(١) سبل الهدى والرشاد ج ٦ ص ١٥٣ والسيرة الحلبية ج ٣ ص ٦٧ والكامل في التاريخ ج ٢ ص وأحكام الجنائز ص ٣٣ وفضائل الصحابة ص ١٨ و ٥٣ وعن مسند أحمد ج ٥ ص ٢٩٩ و ٣٠١ ومجمع الزوائد ج ٦ ص ١٥٦ وعن فتح الباري ج ٧ ص ٣٩٤ والمصنف ج ٨ ص ٥٤٦ والسنن الكبرى ج ٥ ص ٤٨ و ٦٩ و ٧٧ وصحيح ابن حبان ج ١٥ ص ٥٢٣ وكنز العمال ج ١٠ ص ٣٨٧ و ٥٥٦ والطبقات الكبرى ج ٧ ص ٣٩٥ وتاريخ مدينة دمشق ج ٢ ص ١٧ وج ١٦ ص ٢٣٨ وسير أعلام النبلاء ج ١ ص ٢٠٩ وج ٤ ص ٦٠ وعن تاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٣٢٢ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٢٨١ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٤٦٦.