وهذا يعطيهم نفحة راحة تشعرهم بحب الدنيا ، والرغبة بتجنب ضرب السيوف ، وملاقات الحتوف ، وعزوف أنفسهم عن تحمل المشاق والمتاعب.
وسيصبح من الصعب عليهم الانتقال المفاجئ من هذا النعيم والهناء ، إلى مواجهة الأخطار والبلاء ، والشقاء والعناء.
الإحسان إلى دوابهم :
وذكرت الرواية : أن عليا «عليهالسلام» قد أمر أصحابه في الليلة التي شن الغارة على أعدائه في صبيحتها : أن يحسنوا إلى دوابهم .. وذلك بإنزال أحمالها عنها ، وتقديم الماء والعلف لها. وجعلها في مكان مريح ، وإبعاد جلها عنها ، ونحو ذلك.
وهذا يجعلها أكثر حيوية وفاعلية في موقع النزال ، فلا ينتابها التعب بسرعة ، ولا يعرضها لحمل أكثر مما تطيق ..
على نفسها جنت براقش :
وبعد أن أعلن الأعداء الحرب على أمير المؤمنين «عليهالسلام» ومن معه ، وقالوا : إنهم قاتلوه ومن معه .. أصبح من المحتم عليهم أن يتوقعوا من الطرف الآخر أن يهتبل أية فرصة لإيراد ضربته القاصمة بهم. وربما يواجههم بكثير من الأمور الخادعة ، والضربات الموجعة ..
ولا يلام علي «عليهالسلام» في الإغارة عليهم في أية ساعة غفلة يرصدها فيهم ، بل ذلك هو غاية الحزم ، والتدبير الذكي ، الذي يستحق عليه الثناء والتقدير ، لأنه يحفظ بذلك أهل الإيمان ، ويوقع بأهل البغي والطغيان ، ويبطل كيدهم ، ويخلص الناس من شرهم ..