فإن كانوا قد تحرزوا من أبي بكر وعمر ، فلما ذا لم يتحرزوا من عمرو .. لكي يرجع عمرو كما رجع صاحباه من دون أن يصل المسلمون إليهم؟!.
وإن كانوا لم يتحرزوا وهاجموا عمروا ومن معه ، فلما ذا لم يهاجموا أبا بكر ومن معه ، وعمر ومن معه .. وتركوهم يرجعون قبل أن يصلوا إليهم؟!.
القائد فقط هو السبب :
وذكرت الرواية المتقدمة برقم (٢) أيضا : أنه «صلىاللهعليهوآله» لم يزد على أن «أخذ الراية لعلي ، وضم إليه أبا بكر ، وعمر ، وعمرو بن العاص ، ومن كان معه في تلك السرية». فتحقق النصر العظيم على يده صلوات الله وسلامه عليه ، مع أنه لم يجر أي تعديل ، سوى أنه أعطى القيادة لأمير المؤمنين علي «عليهالسلام» ..
وهذا يشير إلى : أن العيب ، أو فقل التقصير كان من القادة بالدرجة الأولى ..
بل يمكن القول : إن هزيمة نفس هذا الجيش ثلاث مرات متوالية ، من شأنها أن تجعل احتمالات الهزيمة في المرة الرابعة أقوى ، لأن تلك الهزائم قد حطمت معنوياته وزادت من جرأة جيش الأعداء عليه ، ومن شراسته ضده.
وهذا الأمر لا بد من أن يؤثر في زيادة الأمور صعوبة ، من حيث أنه يهيئ الأجواء لهزيمة أتعس ، ولمقاومة من قبل الأعداء أشد وأشرس.
ولكن النتائج قد جاءت على عكس ذلك تماما ، وكان النصر على يد سيد الوصيين ، وقائد الغر المحجلين ، إلى جنات النعيم كما هو معلوم ..