٤ ـ إنه «عليهالسلام» قد عرّف الناس : أن هذا الاعتراض يهدف إلى تهيئة الأجواء لعصيان أوامر القائد ، والتمرد على قراراته ، وليس من مصلحة المعترضين أن يظهر هذا الأمر للناس ، ولذلك فلم يعد أمامهم أي خيار سوى التراجع عن موقفهم ..
٥ ـ إنه قد عرفهم وعرف الناس : أن ما يتذرعون به من أنهم يعرفون أمرا لم يكن علي عارفا به غير صحيح ، فهو عالم بما يصنع ، ولذلك لا مجال لتضليل الناس بذرائع من هذا القبيل.
خطة علي عليهالسلام :
إن حذر القوم الذين يراد مهاجمتهم ، واستعدادهم لا بد أن يكون له أسبابه الواقعية .. وهي أحد أمرين هما :
١ ـ أن يكون لهم عين في المسلمين ، يرسل إليهم بما يجري ، ويعلمهم بتوجه السرية نحوهم ، وبطبيعة تحركاتها ..
٢ ـ أن يكون لهم رقباء في الجبال المشرفة ، يخبرونهم بما يرونه ، فيحتاطون ويستعدون للأمر قبل وقوعه ، اعتمادا على ما يبلغونهم إياه من مشاهدات ، أو معلومات.
وقد كان سلوك علي «عليهالسلام» لطريق آخر يكفي لتعريف أولئك القادة الذين هزموا أو هربوا بأن عليا «عليهالسلام» يتصرف بحكمة ، وبدقة بالغة ..
ولأجل ذلك عرف عمرو بن العاص : أنه «عليهالسلام» سيظفر بهم .. فكيف لم يعرف بذلك أبو بكر وعمر؟ ولعل وضوح هذا الأمر وبداهته قد