للاستئثار به ، وسلبه من صاحبه الشرعي ..
ثم اختار عليا «عليهالسلام» ثالثا. مع التصريح بان الفتح سيكون على يديه ، ليعلمهم : أن الله مطلع على دخائل نفوسهم ، والله قد اختاره لعلمه بأنه هو الذي يوصل السفينة إلى شاطئ السلام.
الفتح لعلي عليهالسلام وأصحابه :
وقد وجدنا : أنه «صلىاللهعليهوآله» قد اكتفى بتبديل القائد ، وأما الجيش نفسه ، فأبقاه على ما هو عليه ، ولم يستبدل منه حتى رجلا واحدا ، وقد كانت الهزيمة من نصيب هذا الجيش مرتين متواليتين ، مع نفس العدو ومع تقارب الزمان وفي نفس المكان ، وفي نفس الظروف ، وبنفس الأسلوب ، وبعين الكلمات التي استخدمت ، ونفس الخطاب والجواب ..
وكان النصر حليفا لهذا الجيش نفسه ، مع ذلك العدو بالذات ، وفي نفس الحالات ، وفي الزمان والمكان عينه ، رغم أن القائدين الأولين قد سارا بهذا الجيش سيرا رفيقا ، أو مقتصدا يحببهم بقائدهم. أما الأمير الثالث ، فقد بهم في السير ، حتى خافوا أن ينقطعوا من التعب ، وأن تحفى دوابهم .. ولا بد أن يثقل أمر هذا القائد عليهم ، وتتجافى عنه قلوبهم ، ولا يندفعون في محبته ، وفي طاعته بالمقدار الذي يحظى به اللذان سبقاه ..
ولكن النتائج جاءت معاكسة تماما ، فقد تحقق النصر ، وكان الفتح والعز والكرامة نصيبهم معه ، وكانت الهزيمة والمذلة ، والمعصية لله في عرشه ولرسوله مع ذينك الأولين.
وهذا مثل للبشر جميعا ، يحمل لهم العبرة ، والعظة ، ويدعوهم للتأمل