فإن ذلك يعطي انطباعا عن مستوى ، ومقدار حزنه على هذا الرجل الذي أشبه خلقه وخلقه «صلىاللهعليهوآله» ، فإن مقدار الحزن لا بد أن يوازي مقدار السرور هناك ..
وخصوصا إذا كان شرار الخلق قد هتكوا حرمته ، حتى قضى شهيدا ، وبالأخص بعد قطع يديه ، وما جرى عليه ، حتى إن الطعنات التي وجدت في مقدم جسده باتت تعد بالعشرات حسبما تقدم ..
النبي صلىاللهعليهوآله بدون جعفر وعلي عليهماالسلام :
قال المسعودي : «وكان رسول الله «صلىاللهعليهوآله» بعد أن قتل جعفر بن أبي طالب الطيار ، بمؤتة من أرض الشام ، لا يبعث بعلي في وجه من الوجوه ، إلا ويقول : (وَزَكَرِيَّا إِذْ نادى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوارِثِينَ) (١)» (٢).
ونقول :
أما بالنسبة لجعفر فقد ذكرنا في حديثنا عن غزوة خيبر شبهه برسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، وما كان له من قيمة عند الله ، أما علي فقد صرح القرآن الكريم : بأنه «عليهالسلام» هو نفس رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، حيث قال في آية المباهلة :
(فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ
__________________
(١) الآية ٨٩ من سورة الأنبياء.
(٢) مروج الذهب للمسعودي ج ٢ ص ٤٣٤.