الإحجام غير المفهوم :
ولا ندري لماذا يحجم المسلمون عن الخروج إلى أولئك القوم ، فلا يجيبون رسول الله «صلىاللهعليهوآله»؟!
ولماذا زهدوا بالجنة التي ضمنها لهم رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، مع كثرة جموعهم ، وقلة عدوهم؟!
كيف وقد جهز «صلىاللهعليهوآله» إلى مؤتة بالأمس ثلاثة آلاف مقاتل. وجهز قبلها ألفا وخمس مائة مقاتل إلى خيبر ، ومثلها إلى الحديبية قبل ذلك .. ثم لا يجرؤ أحد من أصحابه على إجابته ، والمبادرة إلى امتثال أمره؟!
مئة وخمسون فقط :
وأما بالنسبة لاقتصار النبي «صلىاللهعليهوآله» على مائة وخمسين رجلا في مقابل خمس مئة ، ومنهم بطل يعد بخمس مئة فارس. نلاحظ : أن الرواية أشارت إلى أن ثمة من التفت إلى هذا الأمر ، وسأل عنه ، وقد سمت الرواية ابن عباس ، وقالت : إنه سأل عن أنه إذا كان بإمكان النبي «صلىاللهعليهوآله» أن يجهز الألوف إلى الحرب ، فلماذا اكتفى بمائة وخمسين رجلا؟!
فأجابه «صلىاللهعليهوآله» بأنه يريد أن يظهر أثر علي «عليهالسلام» ، وشجاعته ، ومدى استعداده للتضحية؟! وأنه لو ارسله وحده فإن الله ينصره عليهم.
وذلك ليؤكد للناس : أنه «عليهالسلام» محل عناية الله ورعايته ، وأنه مؤيد بنصره عزوجل .. وما ذلك إلا لشدة تفانيه في ذات الله ، وحرصه على الفوز برضاه تبارك وتعالى.