كل وقت قصر ثمانية عشر يوما غير يومي الدخول والخروج ، ولعل سبب إقامته المدة المذكورة : أنه كان يترجى حصول المال الذي فرقه في أهل الضعف من أصحابه ، فلما لم يتم له ذلك خرج من مكة إلى حنين لحرب هوازن» (١).
ونقول :
١ ـ إن الثابت عن أئمة أهل البيت «عليهمالسلام» : أن من نوى إقامة عشرة أيام فإنه يتم الصلاة ، أما من بقي مترددا فإنه يقصر الصلاة إلى شهر ، ثم يبدأ بالإتمام.
وقد أظهرت النصوص المتقدمة : أن ثمة اختلافا في مدة بقاء النبي «صلىاللهعليهوآله» في مكة ، ما بين عشرة أيام إلى عشرين يوما.
فإن أخذنا برواية بقائه عشرة أيام ، فإن القصر في الصلاة يصبح أمرا طبيعيا إذا كانت العشرة غير تامة.
وإن أخذنا بسائر الروايات : فإن تقصير الصلاة لا بد أن يكون بسبب التردد في مدة البقاء ، وتوقع الخروج يوما بعد آخر.
فإن اعترض أحد : بأنه كيف يتردد النبي «صلىاللهعليهوآله» ، وأنتم تقولون : إن الله يطلعه على غيبه؟!
فالجواب : أن النبي «صلىاللهعليهوآله» إنما يتعامل مع الأمور وفق مسارها الطبيعي ، لا وفق ما يطّلع عليه بوسائط غير عادية. فإذا علم بعلم الشاهدية : أن فلانا مثلا سارق ، فليس له أن يقطع يده إذا لم يشهد شاهدان عليها بالسرقة ، أو يقر هو بذلك.
__________________
(١) السيرة الحلبية ج ٣ ص ١٠٤.