وغضب النبي «صلىاللهعليهوآله» وإعراضه عن خالد ، لعله لأجل دلالة الناس عن حقيقة : أن خالدا ليس صادقا فيما يدّعيه.
وأن الشبهة التي أراد أن يتلطى خلفها وإن كانت توجب درء الحد عنه في ظاهر الأمر ، ولكنها شبهة قائمة على الخداع والتضليل ، ولذلك عامله «صلىاللهعليهوآله» وفق ما ادّعاه لنفسه من جهة .. ثم بيّن له الحقيقة والواقع ، ليفهمه : أن القبول منه لا يعني أنه قد تمكن من خداع النبي «صلىاللهعليهوآله» من جهة أخرى ، فلا يظنن أنه قادر على التلاعب بقرارات النبي «صلىاللهعليهوآله» والمسلمين ، والتأثير على سياساتهم ، بما يدبره من مكائد ومصائد. فهو إنسان مكشوف ومعروف لدى رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ..
فلئن دفع عن نفسه القتل بما خادع به النبي «صلىاللهعليهوآله» والمسلمين هذه المرة ، فإنه قد لا يسلم من ذلك فيما لو سولت له نفسه ذلك مرة أخرى.