يفي بديات عشر معشار هؤلاء.
خصوصا إذا لاحظنا ما يحتاج إليه جيش يزيد على عشرة آلاف مقاتل من نفقات عظيمة.
أما ما ذكروه : من أنه «صلىاللهعليهوآله» قد ودى القتلى مما اقترضه من صفوان بن أمية وغيره ، فهو لا يعدو كونه مجرد مزحة من قائله. خصوصا مع التصريح بأنه «صلىاللهعليهوآله» قد اقترض ذلك المال ليعين به ضعفاء أصحابه .. ولا شك في أن كثرة هؤلاء الضعفاء ظاهرة ، تتناسب مع عدد عشرة آلاف مقاتل ، قد جاؤوا من بلاد بعيدة ، وليس لهم مصدر رزق في هذه البلاد ، وقد جاؤوا محاربين غير مسالمين ، ولا متاجرين.
وأما المال الذي جاء من اليمن ، فهو ليس من غنائم الحرب ، لأنه «صلىاللهعليهوآله» لم تكن له سرايا ، ولا كتائب تعمل في تلك المناطق ، بل كان كل ما يمكنه أن يستفيد منه في مجال القتال قد وظفه في تجهيز هذا الجيش إلى مكة ومحيطها ، ليحسم الأمور فيها ، ويدخل المنطقة بأسرها في مرحلة جديدة من التوجهات والطموحات ، والتخطيط ، والحركة ، والعمل.
كما أن المفروض هو : أنه «صلىاللهعليهوآله» لم يكن قد بسط سلطته على منطقة اليمن .. ولم يكن له تجار يعملون فيها على تحصيل المال ، وإمداده به ..
كما أن اليمن نفسها لم يكن لها ذلك التميّز والتفرد ، والأهمية في إنتاج المال. فقد كانت مناطق الشام ، وبلاد الروم ، وفارس اكثر أهمية منها من هذه الجهة.
يضاف إلى ما تقدم : أنه «صلىاللهعليهوآله» كان يريد أن يباغت قريشا بالجيوش ، وهو إنما يجمع جيوشه من منطقة المدينة وما هو قريب منها ،