ك «يمين» و «شمال» و «وراء» و «أمام» و «فوق» و «تحت» ـ وعل. ولها أربعة أحوال : تبنى في حالة منها وتعرب في بقيّتها. فتعرب إذا اضيفت لفظا ، نحو : «أصبت درهما لا غيره» أو حذف المضاف إليه ونوي اللفظ والمعني وتبقى في هذه الحالة كالمضاف لفظا فلا تنوّن ، كقوله :
ومن قبل نادى كلّ مولى قرابة |
|
فما عطفت مولى عليه العواطف |
أو حذف المضاف إليه ولم ينو لفظه ولا معناه ، فتكون نكرة وتنوّن ، كقوله :
فساغ لي الشّراب وكنت قبلا |
|
أكاد أغصّ بالماء الحميم |
وتبنى على الضمّ إذا حذف ما تضاف إليه ونوي معناه دون لفظه ، كقوله تعالى : «لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ».(١)
وحكى أبو علي الفارسي : «ابدأ بذا من أوّل» بضمّ اللّام ، على البناء لنية المضاف إليه معنى ، والفتح على الإعراب لعدم نيّة المضاف إليه لفظا ومعنى ، وإعرابها إعراب ما لا ينصرف للوصف ووزن الفعل ، والكسر على نيّة المضاف إليه لفظا ومعنى.
وذكر ابن مالك «عل» في عداد نظائر «غير» وهي كلمة توافق «فوق» في معناها وفي بنائها على الضمّ إذا كانت معرفة كقوله :
ولقد سددت عليك كلّ ثنيّة |
|
وأتيت نحو بني كليب من عل |
أي : من فوقهم. وفي إعرابها إذا كانت نكرة ، كقوله :
مكرّ مفرّ مقبل مدبر معا |
|
كجلمود صخر حطّه السّيل من عل |
أي : من شيء عال.
قال ابن هشام :
وظاهر ذكر ابن مالك لها في عداد هذه الألفاظ أنّها يجوز إضافتها وقد صرّح الجوهري بذلك ، فقال : يقال : «أتيته من عل الدّار». وقال جماعة ـ منهم ابن أبي الربيع ـ إنّ «عل» تخالف «فوق» في أمرين : أنّها لا تستعمل إلّا مجرورة ب «من» وأنّها لا تستعمل مضافة وهو الحقّ». (٢)
__________________
(١). الروم (٣٠) : ٤.
(٢). راجع : أوضح المسالك : ٢ / ٢٢٢.