ولا يجور تقديم من ومجرورها على اسم التفضيل إلّا إذا كان المجرور بها اسم استفهام أو مضافا إلى اسم استفهام فيجب حينئذ تقديمهما عليه ، نحو : «ممّن أنت خير؟ ومن أيّهم أنت أفضل؟ ومن غلام أيّهم أنت أفضل؟». وقد ورد التقديم شذوذا في غير الاستفهام كقول الشاعر :
إذا سايرت أسماء يوما ظعينة |
|
فأسماء من تلك الظّعينة أملح (١) |
الثاني : أن يكون محلّى ب «ال» فيجب أن يكون مطابقا لموصوفه في الإفراد والتذكير وغيرهما ، نحو : «زيد الأفضل» و «هند الفضلى» و «الزيدان الأفضلان» و «الهندات الفضليات». ولا يؤتى معه ب «من» فلا تقول : «زيد الأفضل من عمرو».
الثالث : أن يكون مضافا ، فإن كانت إضافته إلى نكرة يجب أن يكون مفردا مذكّرا كالمجرّد ، ويلزم في المضاف إليه أن يطابق الموصوف ، نحو : «الزيدان أفضل رجلين» و «هند أفضل امرأة» و «الزيدون أفضل رجال» وأمّا قوله تعالى (وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ) ، (٢) فقيل : إنّ التقدير : أوّل فريق كافر.
وإن كانت الإضافة إلى معرفة فإن لم يقصد التفضيل أو قصد التفضيل مطلقا تجب المطابقة ، نحو : «زيد وعمرو أعلما قومهم» أي : عالماهم ، بناء على عدم وجود عالم غيرهما في القوم.
وقولك : «نبيّنا صلىاللهعليهوآله أفضل قريش» ، أي : أفضل الناس من بين قريش.
وإن قصد التفضيل على خصوص المضاف إليه جازت المطابقة وعدمها ، نحو : «الزيدان أعلما الناس أو أعلمهم». (٣)
__________________
(١). «سايره» : سار معه وجاراه. «الظّعينة» : أصله الهودج تكون فيها المرأة ثمّ نقل إلى المرأة في الهودج بعلاقة الحالّ والمحلّ ثمّ توسّعوا فيه فأطلقوه على المرأة مطلقا ، راكبة أو غير راكبة.
(٢). البقرة (٢) : ٤١.
(٣). قال ابن مالك :
وأفعل التّفضيل صله أبدا |
|
تقديرا أو لفظا بمن إن جرّدا |
وإن لمنكور يضف أو جرّدا |
|
ألزم تذكيرا وأن يوحّدا |
وتلو أل طبق وما لمعرفه |
|
أضيف ذو وجهين عن ذي معرفه |